روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات دعوية | نصائح للمراهقات واختيار الصديق

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات دعوية > نصائح للمراهقات واختيار الصديق


  نصائح للمراهقات واختيار الصديق
     عدد مرات المشاهدة: 3202        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الســـؤال:

كيف أستطيع التوفيق بين أن أكون فتاة مراهقة عصرية، وفتاة مرضية لأهلها ويحبها الجميع، وأن أتخلص من صديقتي التي لا أحبها ولا أجد طريقة في حبها.

* الجـــواب:

الحمد لله

إعلمي أن مرحلة المراهقة هي أخطر مرحلة يمر بها الإنسان حيث إن للإنسان فيها تغيرات جسمية وعقلية وعاطفية وجنسية، والشيطان حريص على إغوائه في هذه المرحلة بكل ما يستطيع من طرق ووسائل الإغواء، ولذا فإنه يجب على كل مراهق ومراهقة أن ينتبه لنفسه وأن يأخذ حذره، ومما نوصي به في هذه المرحلة:

• أولاً: احرصي على فعل الطاعات من: واجبات ومستحبات، وإحرصي على البعد عن المحرمات والمشتبهات والمكروهات.

ومن الوسائل التي تنجي من الوقوع في حبائل الشيطان وتبعد العبد عن معصية الله:

ـ مراقبة الله وإستحضار عظمته وخصوصاً عند الخلوة، قال الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما تخفي عليه يغيب

وقال الآخر:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان

فإستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني

ـ عدم الإنسياق وراء خطوات الشيطان، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [النور:21]، فخطوات الشيطان كالسلسلة من إنساق وراءها لم تنته، وكل خطوة أعظم من التي قبلها، إلا أن يتدارك الإنسان نفسه بالإقلاع والتوبة.

ـ التوبة من كل ذنب، فالذنب قد يحصل من المسلم، ولكن الواجب عند ذلك هو الإقلاع والتوبة، وليس الإستمرار والإصرار، قال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران:135].

وقال صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» رواه ابن ماجة برقم 4251، وقال الشيخ الألباني: حسن.

ـ تذكر الموت ولقاء الله، فإن من تذكر أن الموت يأتي بغتة، وأنه سيلقى الله وسيسأله عن عمله، فإنه سيرتدع عن الذنب.

ـ اللجوء إلى الله بالدعاء بأن يوفقه لفعل الطاعات، وترك المنكرات، والله لن يخيب من دعاه، قال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]

• ثانياً: إحرصي على جلساء الخير وإبتعدي عن جلساء السوء، فإن الصاحب ساحب، وكما قيل: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.

• ثالثاً: عليك بشغل الوقت بالنافع والمفيد من أمور الدين والدنيا، وإياك والفراغ فإنه من أعظم المفسدات في هذه المرحلة.

• رابعاً: إذا أردت أن تملكي قلوب الناس فأحسني معاملتهم وحسني أخلاقك معهم، وتعاوني معهم واقض حوائجهم، فإنك بذلك تستطيعين ملك قلوبهم، ألم تسمعي إلى ما قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهُمُ *** فطالما إستعبد الإنسانَ إحسانُ

ومن مأثور الحكم عن على رضي الله عنه قوله: اُمنُنْ على من شئت تكن أميره، وإحتج إلى من شئت تكن أسيره، وإستغن عمن شئت تكن نظيره!!

على أننا نقول لك هنا قولا جامعا، في ملك قلوب الناس، وإستجلاب محبتهم.

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}، قال قتادة رحمه الله في تفسير الآية: إي والله، في قلوب أهل الإيمان، ذُكر لنا أن هرم بن حيان كان يقول: ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه، حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم، تفسير الطبري 18/266.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ: ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ!! وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ!!» رواه البخاري 7485 ومسلم 2637.

أرأيت يا أمة الله، كيف أن إمتلاك قلوب الناس، والحصول على محبتهم، ليس بمقدورك أنت، ولا بمقدور غيرك من البشر، وإنما هو بيد الله سبحانه وحده، فهو الذي يؤلف بين القلوب، وهو الذي يباعد بينها، وهو الذي يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، وهذا كله من مقتضى ربوبيته سبحانه لخلقه.

وأما كيف نتحصل على محبة الله تعالى، وهو أعظم مطلوب للعبد المؤمن، فذلك القصد النبيل العظيم له طريق واحد، هو اتباع نبيه وطاعته، قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران:31].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ» رواه البخاري 6502.

وأما إن بقي بعد ذلك، قوم من أهل الشر والفساد، ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ويريدون لك الشر، ويطلبون منك موافقتهم، وثقل عليهم ما أنت فيه من طاعة الرحمن، والحرص على منازل الطاعة، وشعب الإيمان، فلا عليك منهم يا أمة الله، وسيري في طريقك المستقيم، وكوني مع الصالحين من عباده:

إِذا رَضِيَتْ عَنِّي كِرامُ عَشيرَتي *** فَلا زالَ غَضْباناً عَلَيَّ لِئامُها

ونؤكد هنا على الإحسان إلى الوالدين والأقربين فإنهم أحق من يحسن المرء إليهم وأحق من يسعى لملك قلوبهم، ولا بد من الصبر على ما قد يصدر من الوالدين من نظرة إليك على أنك مازلت صغيرة، لأنك مهما كبرت فأنت في أعين والديك صغيرة.

ثم إن لهما حق القوامة والرعاية والتربية والأدب عليك، وهما مؤتمنان عليك، مسئولان عنك في الدنيا والآخرة، ومن حقهما أن يحملاك على الأدب، ومراعاة أحكام الدين، وإحترام أعراف الناس وعاداتهم التي لا تخالف شرع الله، وكل ذلك يصطدم مع أهواء المراهق ونزعاته، مما يسبب الحالة التي تصفينها، وتشعرين بكونها مشكلة، نعني: حالة التوفيق بين ما تتطلبه منك حالة المراهقة، ومتابعة رغبات النفس وأهوائها، وما يتطلبه منك واجب الأدب، ويجلبه عليك حق الرعاية والقوامة لأبويك.

وبهذا تعلمين الجواب عن بقية سؤالك، فإذا كانت هذه الصاحبة من أهل الخير، فإحرصي على مودتها والتقرب إليها، وإن كانت من أهل السوء والفساد، فانأي بنفسك عنها، وإتخذي جانبا منها، وسوف تنأى -هي- أيضا عنك:

{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور:26].

والله أعلم.

المصدر: الإسلام سؤال وجواب.